رغم مرور حوالي 20 عاما على تطبيق نظام الاحتراف في السعودية، إلا أن مشكلة تأخرالرواتب البعيدة تماما عن مفهوم الاحترام، لا تزال مصدر قلق لكل اللاعبين المحترفين في الأندية السعودية بمختلف درجاتهم، فالمسكنات التي تقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومحاولتها إجبار الأندية على دفع مستحقات اللاعبين في أوقاتها لم تثمر مع الأندية التي تتفنن في التحايل على الأنظمة وتتمادى في تأخير تسليم الرواتب.
"الوطن" نقلت هذه المشكلة لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني الذي أشار في البداية إلى تعريف الاحتراف بالعقود الملزمة بين اللاعبين وأنديتهم ومن بينها دفع الأندية الرواتب في وقتها المحدد نهاية كل شهر مقابل قيام اللاعبين بما عليهم.
وأضاف " صحيح أن هناك علاقات ود بين اللاعبين وأنديتهم لكن إذا وصل الأمرإلى تضرراللاعب فمن حقه أن يطالب الجهات المختصة بالتدخل وفي حال عدم أخذه حقه كاملا فمن حقه أيضا أن يتقدم بطلب إلى جمعية حقوق الإنسان ونحن في الجمعية سنسعى لأخذ كامل حقه من ناديه حسب ما تنص عليه العقود الموقعة بينه وبين النادي".
وزاد" لن نتدخل في مثل هذه الأمور إلا بطلب من اللاعب شريطة أن يكون قد استوفى كامل مطالباته عبر الطرق الرسمية ولم يستطع الحصول على حقه، فعندها نستطيع أن نتدخل لأخذ حقه بطريقتنا الرسمية".
وعن قدرة تدخل حقوق الإنسان للقضاء على هذه المشكلة التي أصبحت تشكل هاجساً لللاعبين وكذلك أسرهم، قال القحطاني" إذا أصبح الموضوع ظاهرة في كافة الأندية السعودية وكان التأخير لأسباب غير مقبولة وغير وجيهه تسببت في إلحاق الضرر باللاعبين وأسرهم، فحينها يحتاج الأمر إلى التدخل لأن هذا من الحقوق التي يجب أن تؤدى إلى أصحابها في وقتها".
وعن ما تقوم به الأندية من حيث تسيلمها اللاعبين الأجانب حقوقهم بانتظام وتأخير رواتب المحليين لعدة أشهر خوفاً من تقدم اللاعب الأجنبي بشكوى للاتحاد الدولي، أكد القحطاني" العقد شريعة المتعاقدين وعلى الأندية أن تؤدي حقوقها في أوقاتها كما تنص على ذلك العقود، وفي هذا الأمر تعويد للاعب بأن له حقوقا مقابل واجبات يقدمها للنادي وكل ما التزمت الأندية بواجباتها وحقوقها للاعبين، كل ما انعكس ذلك على أداء اللاعبين ورفع روحهم المعنوية وبذلك يمنح اللاعب فرصة لمضاعفة جهده من أجل خدمة النادي الذي ينتمي له وبالتالي يعمل على تطوير مستواه".
وأبدى القحطاني حزنه الشديد بعد وقوفه على معاناة بعض اللاعبين من تأخر الرواتب ومرورهم بظروف مالية صعبة جعلتهم يبيعون ممتلكاتهم الخاصة من أجل شراء احتياجات أطفالهم، وقال" يجب أن تعي الأندية أن احتراف اللاعب يعتبر مهنة ووظيفة له ولا بد أن تبادر برواتبه نهاية كل شهر حتى يشعر بالاستقرار الوظيفي ومن ثم يتفرغ لخدمة النادي".
وطالب رئيس جمعية حقوق الإنسان، الجهات الرقابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تولي هذا الأمر جل اهتمامها وأن يكون أول ما تراقبه رواتب اللاعبين وذلك لأن هناك أسرا تعتمد على هذه الرواتب.
وزاد" يجب على رعاية الشباب أن تجبر الأندية على وضع ميزانية أو صندوق خاص للرواتب داخل الأندية وأن تكون الإعانات التي تقدم للأندية بين كل فترة وأخرى داعما لهذا الصندوق أو الميزانية المخصصة لرواتب العاملين حتى تضمن وصول المرتبات للاعبين في وقتها".
وعن ضرورة قيام رعاية الشباب بصرف رواتب المحترفين كوزارات الدولة الأخرى، قال" على رعاية الشباب واجبات وحقوق يجب أن تؤدى لكافة العاملين في الأندية ومن بينهم اللاعبون المحترفون".
وتابع" أتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب سن أنظمة وقوانين تحفظ لهولاء اللاعبين حقوقهم كاملة وفي مقدمتها رواتبهم الشهرية إضافة إلى ما يضمن مستقبلهم وأسرهم خصوصا أن عمر لاعب كرة القدم قصير في الملاعب وقد تحدث له إصابات أو يتعرض لأمر يجعله يترك الكرة بشكل سريع، لذلك يجب توفير متطلبات العيش الكريم للاعب حاله كحال أي موظف حكومي يستلم رواتبه نهاية كل شهر وتكون له مستحقات بعد تركه كرة القدم".